تحسين المواقع لمحركات البحث أو ما يعرف ب “السيو” أو “SEO” هو أساس ترتيب الموقع الالكتروني سواء في جوجل أو في محركات البحث الاخرى، ويعد جوجل بالضبط، أكبر محرك بحث على شبكة الإنترنت وبإمكانك استقبال آلاف الزيارات منه، لكن هذا ليس بالامر السهل، حيث يعتمد جوجل في ترتيب الموقع على عدد مهم من العوامل الاساسية التي تجمع بين جميع الجوانب بموقعك.
عوامل ترتيب الموقع في نتائج البحث وكيفية تطبيقها السليم يعدان من المهارات الأساسية التي يجب على كل مدون أو صاحب موقع أن يكون ملما بها، حيث أن المواقع الالكترونية المحسنة جيدا تحصل على عدد مهم من الزيارات اما بدون تحسين الموقع لمحركات البحث، لن يتمكن الباحثين من العثور على موقعك، وهو ما سيؤثر سلبا على موقعك.
في هذا المقال سنتناول اهم 7 عوامل أساسية لتحسين ترتيب موقعك الالكتروني وظهوره في النتائج الأولى لمحركات البحث.
أولا : نشر محتوى حصري لرفع ترتيب الموقع
عليك أن تعلم أن جودة محتوى مدونتك أو موقعك على الويب أمر بالغ الأهمية، حيث يحتاج من الضروري أن يكون المحتوى الخاص بك يوفر معلومات ذو قيمة، فالباحثون الذين يدخلون إلى مقال من مقالاتك، يأتون إليك بغرض أخذ أقصى استفادة، لذا تحاول جوجل إيصال الناس إلى أجود محتوى على شبكة الإنترنت.
المحتوى عالي الجودة يتم من خلال إنشاء صفحات تزيد من وقت بقاء الزائر أطول مدة ممكنة، وتقلل من معدل الارتداد، وتوفر محتوى مفيدًا للمستخدم، ويجب أن تعلم أن تحسين محركات البحث لا يقتصر فقط على كون المقالات مكتوبة جيدًا وبصيغة طويلة، بل يجب احترام العوامل التالية لتحسين ترتيب موقعك والضهور في الصفحة الأولى لنتائج البحث.
رانك برين أو “RankBrain”
معرفة نية بحث المستخدمين تعد من الأمور الضرورية لإنشاء صفحات تجذب حركة المرور العضوية “المجانية” وتحسين ترتيب الموقع، وهذا هو المكان الذي يتم فيه تطبيق ما يسمى ب “RankBrain”.
على فكرة، رانك برين هو نظام ذكاء اصطناعي أعلنت عنه شركة جوجل في 25 أكتوبر من سنة 2015، ويشبه هذا النظام الإنسان الآلي إلى حد كبير، حيث أنه يعمل على تقديم نتائج بحث لها علاقة أكثر بما يبحث عنه المستخدمين وأكثر دقة وجودة بطبيعة الحال.
هذا التوافق مع نية الباحث مهم بشكل خاص لأنه، يمكن أن يتغير النية بمرور الوقت، حتى أن Google قامت بتحديث نتائج البحث باستخدام مقتطف مميز جديد مصمم لطلبات البحث “متعددة النوايا”.
لتفهم ما هو هدف الباحث المستهدف، تحتاج إلى تحليل معطيات Google Analytics لمعرفة ما يبحث عنه المستخدمون.
لحسن الحظ، لديك عدد من التقنيات تحت تصرفك، ابرزها Google Search Console.
يمكنك عرض تقرير الأداء في Google Search Console، سيعطيك هذا نظرة واسعة حول ما ينقر عليه الأشخاص على صفحات نتائج البحث للوصول إلى موقعك، وبذلك ستحدد المحتوى المطلوب فتشتغل عليه أكثر.
استخدام الكلمات المفتاحية.
على الرغم من ما يروج حول كون البحث عن الكلمات المفتاحية ليس من العوامل الاساسية للظهور في نتائج البحث، إلا أنه لا يزال ضروريا لإنشاء محتوى عالي الجودة. ولكن على عكس البحث عن الكلمات المفتاحية التقليدي، تعمل الكلمات المفتاحية اليوم كخريطة طريق لإنشاء المحتوى.
يتم ذلك من خلال البحث عن المنافسين واستخراج البيانات، حيث يمكنك ذلك من الكشف عن كلمات مفتاحية ذات حجم بحث متوسط ولكن ذو نسبة نقر إلى ظهور عالية لجمهورك المستهدف.
التحديث الدوري للمحتوى.
تحديث المحتوى ليست عاملا جديدا، فعندما أصدرت Google هذا الإعلان لأول مرة في عام 2011، أثار ذلك لبسا عند الكثير حول ماهية المحتوى الجديد وتحديثه وعلاقته برفع ترتيب الموقع، إذا ما هو؟ وكيف تعمل التحديثات مع المحتوى الدائم؟
للحصول على محتوى دائم الخضرة، لا تقم ببساطة بتحديث التاريخ كل عام، يجب أن تغوص في داخل فصول المحتوى لترى ما يحتاج إلى التحديث فعلا.
على سبيل المثال، إذا قمت بإنشاء قائمة للمواقع أو الأدوات، فبامكانك تحديث لقطات الشاشة “Screenshots” والتسعير والمعلومات المرفقة بكل أداة او موقع.
هذا هو السبب في أنه من اللازم إجراء عمليات تدقيق ربع سنوية على الأقل للمحتوى للوقوف على كل الأجزاء التي تستحق التحديث والأجزاء الأخرى التي يمكن إعادة توجيهها إلى صفحات مماثلة، وقبل إجراء أي تغييرات على المحتوى الخاص بك، قم بتحليل بياناتك لمساعدتك على اتخاذ قرارات أكثر ذكاءً ومردودية.
ثانيا : موقع متجاوب وسهل التصفح على الهاتف أو الجوال
في الآونة الأخيرة، أصبحت الكثير من الناس يستخدمون الهواتف الذكية لتصفح الانترنت، إضافة إلى أن معظم عمليات البحث على كل محركات البحث تتم من خلال الجوال، وتقدر نسبة الأبحاث التي تأتي من جوجل وباقي محركات البحث عبر الجوال أو الهاتف الذكي حوالي 63 بالمائة، كما أن شركةGoogle صرحت أن الموقع ذو تصميم متجاوب على الهاتف يساعد “الخوارزميات في تعيين خصائص الفهرسة للصفحة بدقة، وهذا ما جعل جوجل تعطي أولوية كبيرة للمواق المتجاوبة مع شاشات الجوال.
هناك عدة أدوات تمكنك من التحقق من مدى تجاوب موقعك مع شاشات الجوال، وأفضلها الأداة الرسمية من شركة جوجل وهي أداة تخبرك في وقت وجيز حول ما إذا كان موقعك متجاوبا أم لا ويمكنك فحص موقعك من الرابط التالي : أداة اختبار التجاوب مع الجوال.
إذا قمت بفحص موقعك على الاداة المذكورة وتبين أنه ليس متجاوبا مع الجوال فيلزمك تعديله مباشرة أو تغيير التصميم الذي تستعمله، ويوجد العديد من المواقع التي تقدم خدمات برمجة وتصميم المواقع باحترافية أو مواقع بيع قوالب احترافية جاهزة متوافقة مع جميع الشاشات لضمان نتائج أحسن لموقعك.
ثالثا : تحسين تجربة المستخدم
تجربة المستخدم (UX) لها تأثير قوي على مُحسّنات محرّكات البحث “SEO”، فإن كنت لا تفكر في تجربة المستخدم، سينتهي موقع الويب الخاص بك في سلة المهملات بكل تأكيد.
تجربة المستخدم هو الانطباع الذي يبديه زائر موقعك عند تصفح الموقع، هذا الانطباع يكون إما إيجابيا أو سلبيا حسب التجربة التي مر بها المستخدم، حيث أن هذه التجربة تتأثر بعدة عناصر والتي يلاحظها الزائر خلال زيارته لموقعك، أولها سرعة تحميل صفحات الموقع، التصميم والألوان وترتيب الموقع، كثرة الإعلانات، جودة وأهمية المحتوى الذي يقدمه موقعك، ولا ننسى إن كان زوار موقعك يتصفحونه عبر الجوال، فإن التجاوب يصبح عنصرا أساسيا في تجربة المستخدم هذه.
القاعدة العامل التي يجب عليك تذكرها والعمل بها هي أن ما يزعج الزائر أو المستخدم، يزعج جوجل، وهذا ما دفع شركة جوجل إلى إعطاء تجربة المستخدم أهمية فريدة، بل أطلقت مؤخرا أداة PageSpeed Insights خاصة بتحليل سرعة وتجربة المستخدم في الموقع.
في الواقع، يتوقف أكثر من 38٪ من الأشخاص عن التعامل مع موقع الويب كيف ما كانت شهرته إذا كان المحتوى والتصميم غير جذابين أو إذا كان بطيء التحميل، ويمكننا تناول الجوانب التالية في تحسين تجربة المستخدم :
هندسة الموقع
تعد بنية الموقع مكونًا مرتبطًا بتجربة المستخدم ولها تأثير كبير على تحسين محركات البحث أو “SEO”.
بنية أو ترتيب الموقع تساعد الزوار في التنقل السهل في موقع الويب مما يسهل عليهم العثور على ما يبحثون عنه، لكن ليس هذا فقط، بل تقوم أيضا بمساعدة برامج زحف محركات البحث في العثور على المزيد من الصفحات على موقع الويب، وبالتالي فهرسة أحسن لموقعك على محركات البحث، إذا باختصار ، يجب أن يكون موقع الويب الخاص بك سهل الاستخدام من خلال تخطيط كل الصفحات والتنقل عبرها بأكبر قدر ممكن من البساطة.
يجب أن يستغرق الزائر ثلاثة إلى أربعة نقرات فقط للوصول إلى أي صفحة على موقع الويب، وسيكون لهذا تأثير واضح على مُحسّنات محرّكات البحث لديك.
إنشاء موقع آمن (HTTPS)
هناك العديد من العوامل التي تؤثر على ظهور موقعك على شبكة الانترنت في الصفحة الأولى لنتائج محركات البحث، يعد بروتوكول الامان HTTPS واحدا من العوامل الاساسية، لأن تطبيق هذا البروتوكول على موقعك في الانترنت سيساعد في تحسين مستواه عامة وترتيبه ضمن النتائج الأولى لمحركات البحث.
ويتجلى ذلك بالخصوص في التصريح الذي أعلنته شركة جوجل، أشهر محرك بحث في الانترنت، حيث صرحت أن بروتوكول HTTPS من أهم عوامل الترتيب السريع للموقع الإلكتروني، مما يساهم في ظهوره في نتائج محرك البحث الأولى بسرعة.
لمعرفة المزيد، اقرأ المقال التالي عن أهمية استعمال بروتوكول HTTPS في موقعك الالكتروني وطريقة استعماله. عن طريق تثبيت شهادة SSL.
رابعا : تحسين سرعة تحميل الموقع
أصبحت سرعة تحميل الموقع عاملا أساسيا في ترتيب موقعك على محرك البحث جوجلGoogle ، حيث أنه كلما كان تحميل موقعك أبطأ، زاد عدد الزوار والإيرادات التي ستفقدها، كمثال بالنسبة إلى موقع أمازون، قد تكلفه ثانية واحدة فقط 1.6 مليار دولار من المبيعات كل عام.
إذا، لماذا المجازفة؟
لاسيما وأن هناك عدة أدوات متاحة لاختبار متوسط سرعة تحميل الموقع بالمجان، إضافة إلى أن العديد من الإصلاحات سهلة نسبيا إذا تم تنفيذها بواسطة شخص محترف، يمكنك الاستعانة بمواقع العمل الحر حيث يمكنك العثور على محترف يقوم بكل المهام نيابة عنك.
خامسا : التحسين الداخلي On Page SEO
يرتبط التحسين الداخلي ارتباطًا وثيقا بتجربة المستخدم، ولها تأثير كبير على ظهور موقع الويب الخاص بك وترتيبه في النتائج الأولى للبحث بالنسبة للكلمات المفتاحية المستهدفة، كما يساعد تحسين موقع الويب الخاص بك في العثور على المحتوى عالي الجودة الموجود لديك بشكل أسرع بواسطة محركات البحث والمستخدمين.
إليك بعض الطرق التي ستضيف تأثيرا كبيرا على التحسين الداخلي لموقعك
البيانات الوصفية
تتضمن هذه المعلومات كل من العنوان، أوصاف الصفحة، المعلومات حول موقعك التي يراها المستخدمون في صفحات نتائج البحث، حيث تقوم جوجل Google بسحب المحتوى من صفحة موقعك وتدرجه ديناميكيا كوصف في نتائج البحث عندما يتطابق بشكل أفضل مع ما يبحث عنه المستخدم.
إليك مثال على ذلك:
على كل حال، اكتب دائما أفضل العناوين والأوصاف لصفحاتك بقدر الإمكان، لكن ضع في اعتبارك أنه لن يتم استخدامها دائمًا.
هناك الكثير من العلامات الوصفية التي يجب معرفتها في مُحسّنات محرّكات البحث . وفكر في هذا: قد تؤدي الإضافة البسيطة لعلامة وصفية معينة إلى زيادة 300٪ في النقرات .
الروابط الداخلية أو Internal links
الربط الداخلي للصفحات في الموقع هو أي ارتباط من صفحة واحدة على موقع الويب الخاص بك إلى صفحة أخرى على نفس الموقع، وهذه الميزة تساعد كل من الزوار ومحركات البحث للوصول والعثور على المحتوى على موقع الويب الخاص بك، مما يسهل التصفح في موقعك، كما يساعد على بقاء الزائر مدة أطول في موقعك.
الروابط الداخلية إذن هي ارتباطات تشعبية تشير إلى صفحات موجودة في نفس المجال، هذه مختلفة عن الروابط الخارجية حيث ان هذه الاخيرة ترتبط بصفحات في مجالات أو مواقع أخرى.
لماذا تعتبر الروابط الداخلية مهمة لتحسين محركات البحث؟
تساعد الروابط الداخلية محرك بحث Google كما ذكرنا أعلاه في العثور على جميع الصفحات الموجودة على موقعك وفهرستها وفهمها، لكن يلزمك استخدامها بشكل صحيح، وباختصار، الارتباط الداخلي هو مفتاح أي موقع يريد ترتيبا أعلى في Google .
يمكنك قراءة المقال التالي لمعرفة كيفية استخدام الروابط الداخلية لتحسين SEO موقعك.
سادسا : الروابط الخلفية أو الباكلينك Backlinks
الروابط الخلفية هي ربط موقعك الاكتروني بمواقع أخرى في نفس المجال أو بمفهوم آخر الإشارة إليه من خلال إضافة رابط أحد صفحاتك في تلك المواقع، ويستحسن أن تكون هذه المواقع ذو ثقة وجودة عالية حيث تصنفها محركات البحث مثل جوجل على أنها توصية بأن هذا الموقع يقدم محتوى ذو جودة عالية مما يمنحه الثقة وبالتالي رفع ترتيبه في نتائج البحث إضافة إلى رفع سلطة الدومين أو Domain Authority.
يوجد العديد من أنواع الروابط الخلفية او الباكلينك، والمواقع الالكترونية التي تتوفر على روابط خلفية أكثر تحصل دائما على مرتبة أعلى من المواقع التي ليس لديها اية روابط خلفية.
إقرأ المزيد من التفاصيل في المقال التالي : أهمية الروابط الخلفية في السيو وكيفية بناءها.
سابعا : عمر الموقع وسلطته Age and Domain Authority
كلما زاد عمر موقعك على الانترنت، زادت فرصه في الحصول على أحسن ترتيب على محركات البحث، هذا ما ذكرته دراسة تحليلة لموقع ahrefs شملت أكثر من 2 مليون موقع الكتروني، حيث أظهرت تلك الدراسة أن أكثر من 80% من المواقع التي تظهر في المراتب العشر الأولى في نتائج البحث على جوجل أو غيره من محركات البحث، عمرها يتجاوز سنة، وأن 65% منها لا يقل عمرها عن ثلاث سنوات.
سلطة الموقع (Domain Authority) لها أيضا تأثير واضح على ترتيب الموقع في صفحات البحث، وتتكون من مجموعة من المقاييس التي تحدد جودة الموقع، وتستند في ذلك إلى عدد الروابط الخلفية وعدد النطاقات الفريدة التي تضع روابط خلفية لك، فعشرة روابط خلفية كل من موقع مختلف خير من عشرة روابط خلفية تأتي كلها من موقع واحد.
خاتمة
يجب أن تعلم أنه من المهم متابعة تحديثات خوارزمية Google المتطورة باستمرار، حيث أن بعض عوامل الترتيب، مثل الكلمات المفتاحية أوالروابط الخلفية، تفقد أهميتها تدريجياً على حساب عوامل الترتيب الأخرى، مثل تجربة المستخدم والتشبع الدلالي والربط الداخلي.
لكن لحدود الساعة، فإن القائمة أعلاه توفر لك مجموعة قوية جدا من العوامل المهمة لإضافتها إلى استراتيجية تحسين محركات البحث الخاصة بك، والتي ستضمن لك أحسن ترتيب ممكن في نتائج بحث جوجل وغيرها من محركات البحث.
وفي الختام، لا تنس مشاركة المقال لتعم الاستفادة، وإن كان لديك أي استفسار عن أي موضوع ترغب في التطرق اليه، أكتبه فقط التعليقات وسنقوم بوضع مقال مفصل عنه في أقرب الآجال.